المرأة الخفية – حلقة ٠٢ – المرأة وجرائم الشرف

عام 2009، أعلن “مرصد نساء سوريا” يوم 29 أكتوبر، يومًا عالميًا للتضامن مع ضحايا جرائم “الشرف”، ذلك بسبب الحكم على رجل قتل شقيقته بأنه “بريء من دمها” لأنه ادعى أنه قتلها باسم “الشرف”. جريمة الشرف هي جريمة قتل يرتكبها غالبًا أحد الأعضاء الذكور في أسرة ما بحق أنثى أو مجموعة إناث في ذات الأسرة. حيث يقدم الجاني على القتل لأسباب في الغالب تكون ظنيّة تتعلق بشكوك حول ارتكاب الأنثى (المرأة أو البنت أو الأخت) فعلًا “مخلًا بالأخلاق”، مثل الزنا أو إقامة علاقة “غير شرعية”. حيث يزعم مرتكبو مثل هذه الجرائم، أن جريمتهم حصلت من أجل “الحفاظ على شرف العائلة”، أو ما يوصف بعملية “غسل العار”. كشفت إحصائية صادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر أن 92% من الجرائم الأسرية تندرج تحت ما يسمى جرائم الشرف، وأن 70% منها ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم، و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم، بينما ارتكب الآباء 7% فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم والنسبة الباقية وهى 3% ارتكبها الأبناء ضد أمهاتهم، واتضح أن 70% من هذه الجرائم اعتمدت على الشائعات، وكشفت تحريات المباحث فى 60% منها أن السبب سوء ظن الجانى بالضحية، وأنها ليست فوق مستوى الشبهات. أطلقت حملات كثيرة مناهضة لجرائم الشرف في العالم. بعضها محلي، وبعضها عالمي. مثل حملة في الأردن توصلت إلى تعديل المادة 340 التي تحمي القتلة بهذا العذر،. بحيث ألغي احتمال أن يحصل القاتل على إعفاء كامل من العقوبة، ومنح الحق بالتخفيف من العقوبة للنساء أيضا في حال ارتكبن الجريمة نفسا للأسباب نفسها. . في العديد من بلدان العالم الثالث جرى عمل مهم أيضا في مناهضة هذه الجرائم. فقد قامت تركيا منذ قيام الدولة الحديثة فيها بإلغاء أية أعذار قانونية للقتلة بهذه الذريعة. كما قامت باكستان بذلك، وتونس أيضا. بينما لا يزال القتلة يستفيدون من دعم القانون لهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في بلدان كثيرة مثل أفغانستان، وإيران، والسعودية، واليمن، وتركيا، الصومال، السودان، مصر، الأردن، سوريا، لبنان وغيرها.

أعداد: فاطمة عابد

Desert City Kevin MacLeod – incompetech.com
Licensed under Creative Commons: By Attribution 3.0 License
http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/

المرأة الخفية
المرأة الخفية
المرأة الخفية - حلقة ٠٢ - المرأة وجرائم الشرف
/