عانت المرأة العربية في ممارسة الرياضة من عادات وتقاليد المجتمع الشرقي الذي لا يعترف بحقوق النساء في ممارستها الطبيعية للرياضية، وينظر إليها كأنها مجرمة خرجت عن قوانين الطبيعة البشرية لتظل المرأة تحت سيطرة الفكر الشرقي. رغم التطور الذي حدث في العالم، إلا إن المرأة مازالت حبيسة النظرة العربية بأن مكانها البيت وتربية الأبناء. عندما قررت المرأة العربية خوض غمار المنافسة ومواكبة التطورات الرياضية، كانت تعلم جيدا العوائق التي ستقابلها، من زواج ورعاية الأبناء، والزي الرياضي الذي يرفضه المجتمع بالنسبة للمرأة المحجبة، لكنها خاضت التجربة لتثبت أنها قادرة على تمثيل بلادها في المحافل الدولية وتحقيق الإنجازات. لتفرض المرأة العربية نفسها على الساحة الرياضية بقوة ، ورغم أنها لا تأخذ الدعم الكافي مقارنة بالرجال استطاعت أن تثبت نفسها بجدارة وتتخطي القيود التي تحيط بها، فعندما احتضنت الرياضة المرأة أبدعت، فنجد منى شباح لاعبة كرة اليد التونسية التي حصلت على العديد من الألقاب، وكان أبرزها الفوز بلقب أفضل لاعبة في بطولة أمم أفريقيا 2010 التي أقيمت بالقاهرة. ونوال المتوكل المغربية رائدة الرياضة النسائية العربية، والتي استطاعت أن تكون أول امرأة عربية وأفريقية تحقق ميدالية أولمبية ذهبية، بعدما فازت بذهبية لوس أنجلوس عندما تخطط مسافة 400 متر حواجز. وإكرام كروات التونسية التي فازت ببطولة العالم في رياضة الملاكمة النسائية فئة wBu عام 2018. ليس هؤلاء فقط من استطاعوا أن يتحدوا القيود ويواكبوا التطور فكان للمرأة المصرية بشكل خاص دور أيضا، إذ فازت هدايا ملاك بميدالية أوليمبية برونزية عام 2016 في لعبة التايكوندو، وسارة عصام أول مصرية تحترف بالدوري الإنجليزي، والتي حصلت على لقب أفضل شخصية رياضية في 2018، وفريدة عثمان الفراشة حقق لقب لمصر لم يستطع الرجال تحقيقه، إذ تعد أول مصرية تحمل رقم قياسي عالمي في رياضة السباحة. على الرغم من وجود هؤلاء الذين تخطوا الحواجز و حققن أحلامهن، إلا إنه مازال مدفون في مجتمعنا العربي الكثير من البطلات، تحت مسمى العادات والتقاليد.
أعداد : ولاد البلد – محمد محسن
Desert City Kevin MacLeod – incompetech.com
Licensed under Creative Commons: By Attribution 3.0 License
http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/
