تزويج الأطفال هو ظاهرة اجتماعية يُمكن وصفها بالكارثة لما لها من نتائج سلبيّة على الفتيات والمجتمع بأسره، وغالباً ما ينتهي هذا الزواج بالفشل مع وجود طفل أو أكثر مع فتاة لا تعرف كيفيّة تربيتهم وكذلك يصعب على المطلقات من زواج القاصرات المطالبة بحقوقهن بعد الطلاق لصعوبة اثبات الزواج، حيث أن معظم الزيجات تتم بشكل غير قانوني تحت مسمى ” زواج السنه”، وينتشر هذا الزواج في صعيد مصر و في المناطق الريفيّة ، ولا تقتصر الظاهرة على مصر وانما تتفشى في عدد من الدول العربية ولكن نسبة هذا الزواج تتفاوت من دولة إلى أخرى فمصر واليمن تتصدّران أعلى المراتب في زواج القاصرات بسبب الفقر والبطالة اللذان يدفعان الأهالي إلى تزويج بناتهم بمقابل ماديّ سخيّ وقد يكون تفشّي الجهل و سوء التعليم من أهمّ أسباب موافقة الأهل على هذا الزواج على اعتبار أنّه ستر للفتاة مهما بلغ عمرها، ويعتبر زواج القاصرات هو انتهاك لحقوق الطفل حيث أن الفتيات يكن غير مؤهلات لتحمل مسؤوليات الزواج سواء نفسيا أو جسمانياً، حيث أوضحت الاحصائيات أن ظاهرة وفيات الأمهات و أيضاً الأطفال المبتسرين (غير مكتملي النمو) تنتشر في الأمهات صغيرات السن، كما أن من شروط الزواج هو الأهليه أي الادراك والقدرة على تحمل المسؤولية وليس البلوغ، مما يؤدي زواج القاصرات إلى تفشي نسب الطلاق وكذلك إلى أضرار نفسيه لأن يمكن اعتباره عنف جنسي تجاه الطفلة الغير مؤهلة نفسيا لأي تواصل جنسي، وفي بعض الدول كلبنان يغيب قانون موحد للأحوال الشخصية يحدد سن الزواج و يحل محله قانون الطوائف مما يزيد من تعقيد المشكله ، إلا أن وجود القانون وحده لايكفي حيث أنه برغم تحديد سن الزواج بمصر إلا أن الفقر يدفع عدد من العائلات للتحايل على القانون و تزويج بناتهن ، مما يجعل من الهام النظر إلى ظاهرة تزويج الأطفال كأحد المشاكل التي يجب التعامل معها من خلال تدخلات مختلفة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أيضا.
أعداد: شذى عبد اللطيف
Desert City Kevin MacLeod – incompetech.com
Licensed under Creative Commons: By Attribution 3.0 License
http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/
