على الرغم من أن العديد من الدول العربية أجرت إصلاحات قانونية ودستورية تشجع على زيادة تمثيل المرأة في الحياه السياسية، على سبيل المثال، نجد أن المملكة العربية السعودية عينت أول سفيرة امرأة في واشنطن الشهر الماضي كذلك عينت مملكة البحرين أول رئيسة لمجلس النواب ديسمبر 2018، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة وجه رئيس الدولة برفع نسبة تمثيل النساء في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% في الدورة الي ستجري عام 2019،ونجد أن جمهورية مصر العربية عينت 8 وزيرات في الحكومة الحالية،لا يزال تمثيل المرأة ضعيف إلى حد كبير على جميع مستويات مراكز صنع القرار في المنطقة العربية. فمتوسط نسبة الإناث الأعضاء في البرلمان على الصعيد الإقليمي 19في المائة، هو أدنى بكثير من المتوسط العالمي. فالعديد من الحكومات لاتزال تضم وزيرة واحدة أو وزيرتين فحسب، هذا إن وجدن على الإطلاق، وعادة ما تقتصر على حقائب وزارية ترتبط بالأدوار التقليدية للمرأة في المجتمع (مثل الصحة أو التعليم). وتتضمن هذه الوزارات اضيأأعلى نسبة من الإناث في الخدمة المدنية، وينخفض وجود المرأة بشكل ملحوظ في المستويات العليا في السلم الوظيفي للخدمة العامة. وإن ضعف تمثيل المرأة في السياسة يشير إلى أن عوائق كثيرة لا تزال تعيق التمثيل السياسي للمرأة، ويمتد نطاق هذه العوائق على عدة أبعاد متشابكة. فالمعتقدات الاجتماعية-الثقافية وأعراف المجتمعات الأبوية تملي على المرأة والرجل أدوار نمطية نادراً ما تشمل المشاركة السياسية للمرأة. ويضاف إلى ذلك العوائق المؤسسية القوية التي تعيق المشاركة السياسية للمرأة، وتشمل التمييز القانوني المستمر ضد المرأة والعمليات التي لا تراعي المساواة بين الجنسين ولا تزود المرأة بالأدوات التي تحتاجها لاقتحام المجالات السياسية التي يهيمن عليها الذكور إلى حد كبير. كذلك يجب الالتفات إلى أهميه الإرادة السياسية في معالجة أوجه عدم التوازن في تمثيل المرأة في المجال السياسي، والتي تكون في كثير من الأحيان مصحوبة بجهود ترمي إلى معالجة مسائل أخرى تؤثر على المرأة كإصلاح قانون الأحوال الشخصية على سبيل المثال، كذلك توضح تجارب الدول أن أحد أنجح الأدوات لتحسين التمثيل السياسي للمرأة هو اعتماد نظام الحصص للانتخابات أو لتمثيل المرأة في السلطة التنفيذية و المحليات ومع ذلك، فإن التركيز على زيادة عدد المقاعد المخصصة للنساء لا يكفي لتحسين التمثيل السياسي للمرأة على نحو مستدام. فهذه المسألة ينبغي تناولها على نحو كلي، من خلال السياسات التي تعالج أيضاً الحواجز المؤسسية والاجتماعي و الثقافية.
أعداد : شذى عبد اللطيف
Desert City Kevin MacLeod – incompetech.com
Licensed under Creative Commons: By Attribution 3.0 License
http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/
