المرأة الخفية – حلقة ٢٤ – المرأة والإعاقة البصرية

تعاني النساء ذوات الإعاقة البصرية من مشاكل كثيرة ترتبط بشكل مباشر بإعاقتهن، بعضها ظاهر للعيان كتلك التي يعاني منها أي معاق بصرياً في الحركة والتنقل والتعليم والعمل، لكن يضاف لها أيضاً التمييز العاطفي نحوهن مما يسبب لهن معاناة كبيرة، ويؤثر على تواصلهن الاجتماعي بشكلٍ كبير، فبالإضافة إلى المعاناة الاجتماعية التي يعانيها المعاق بصرياً وتؤثر على العلاقات في حياته وعلى مستوى نضجه العاطفي والعقلي وعلى ذكائه، تعاني المرأة الكفيفة من ذلك بشكلٍ قد يصل أحياناً إلى النبذ، والعنف المنزلي، ناهيك عن صعوبة توافر فرص الزواج بسبب المفاهيم الخاطئة المتعلقة بأن الأم الكفيفة تنجب أطفالاً يعانون من فقد الإبصار، كل ذلك يضاعف من مخاطر الاضطرابات النفسية واختيار الانسحاب والانطواء. في وسط كل ذلك يبدو جلياً أن ممارسة الهواية، أو احتراف مهنة، أو التقدم الدراسي يبدو شيئاً صعباً وبعيد المنال، وتستسلم أكثر الأسر للصعوبات فلا تهتم بتعليم بناتها الكفيفات،يعاني من ذلك عدد كبير من النساء، ففي مصر وحدها يزيد عدد المكفوفين عن ثلاثة ملايين وإذا اعتبرنا أن نصفهم من النساء، يتجاوز عدد الكفيفات في مصر المليون ونصف امرأة، لكن تظل بعض النماذج قادرة على تحدي ظروف المجتمعات العربية غير المؤهلة للتعامل مع أصحاب الإعاقات ومنها بالطبع الإعاقة البصرية، وفي الأغلب الأعم تحظي هذهِ النماذج بالدعم الأسري مما ساعدهن على تخطي الصعوبات والتواصل مع المجتمع، وتوظيف أدوات العصر الحديث لممارسة الحياة بكل تفاصيلها، للتعلم وللعمل ولممارسة الهواية وللتميز، وهؤلاء يقدمن أملاً كبيراً لغيرهن ووصفات لما يمكن عمله لتجاوز إعاقة المجتمع لفاقدات البصر، ولكيفية مواجهة التمييز ضدهن باعتبارهن فاقدات للبصر يعتبرهن القانون فاقدات للأهلية القانونية، في مخالفة للإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تنص على “احترام استقلالية وخصوصية الأشخاص ذوي الإعاقة”.

أعداد : فاطمة خير

 

Desert City Kevin MacLeod – incompetech.com
Licensed under Creative Commons: By Attribution 3.0 License
http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/

المرأة الخفية
المرأة الخفية
المرأة الخفية - حلقة ٢٤ - المرأة والإعاقة البصرية
/